close
تطاوين | بلغ سعر الكيلوغرام 100 دينار .. الترفاس أو «ذهب الصحراء» و مشاكل في التصدير,..

تطاوين | بلغ سعر الكيلوغرام 100 دينار .. الترفاس أو «ذهب الصحراء» و مشاكل في التصدير,..

تطاوين | بلغ سعر الكيلوغرام 100 دينار .. الترفاس أو «ذهب الصحراء» و مشاكل في التصدير,..


شهدت أسواق ولاية تطاوين، منذ شهرين، انتعاشة بفضل دخول كميات كبيرة قيست بالاطنان لثمرة الكمأ أو ما يعرف محليا بـ«الترفاس» وهو أحد أنواع الفطر البري انتشر بكثافة إثر نزول الغيث النافع أوائل فصل الخريف بالجهة.

يقول أحد الباعة بسوق "الرحبة" ان هذه الثمرة فتحت ابواب الرزق والعمل بالنسبة للعاطلين عن العمل بالجهة وخففت من حالة التململ والاحتقان في صفوفهم والتي سببتها البطالة من جهة والوعود الزائفة التي قطعتها لهم الحكومة من جهة اخرى. كما لم يخف محدثنا تخوفه وقلقه بسبب موسم" الترفاس" الذي اوشك على الانتهاء وبالتالي سيجدون انفسهم من جديد في مواجهة مع شبح البطالة.
واضاف البائع ان تجارة "الترفاس" باسواق تطاوين انطلقت، تحديدا، منذ الشهرين الماضيين، حيث كان يباع الكلغ الواحد عند اول ظهور لهذه الثمرة باكثر من 100 دينار سواء كان من الحجم الكبير او الصغير او النوعية البيضاء او الحمراء، غير انه بسبب وفرته الكبيرة اصبحت اسعاره تتراوح بين الـ20دينارا والـ100د مراعاة للمقدرة الشرائية لاهالي الجهة علما وان رصد ثمرة "الترفاس" تتطلب دراية بنوعية التربة والكساء النباتي ودقة البصر والتمييز بين تشققات الثمرة بالاضافة الى القدرة على السير في الصحراء والسهول والهضاب المخضرة خاصة هذه السنة.


وفي حديثه عن تصدير "الترفاس، كشف البائع انه تم في مناسبات عديدة اتلاف كميات كبيرة من الترفاس المعدة للتصدير بكل من مطار تونس قرطاج وميناء حلق الوادي، وقد تصاعدت شكاوي كبار التجار بسبب هذه المضايقات التي بدات، مؤخرا، تلقي بظلالها على تجارة الترفاس بتطاوين.

"الترفاس" لم يكن فقط محل اهتمام اهالي تطاوين الذين يتاجرون بها محليا بل ان هذه الثمرة استقطبت العديد من التجار الذين قدموا من ولايات اخرى وبلدان اخرى من اجل تصديره الى الدول الخليجية والاوروبية بفضل مردوديتها العالية.
وفي هذا السياق، افاد احد التجار الجزائريين ان رحلة تجميع "الترفاس" بولاية تطاوين انطلقت، منذ شهر، موضحا انها تجارة مربحة، حيث انه يتولى تصديره الى بلدان الخليج خاصة الامارات والسعودية وقطر والكويت بكميات كبيرة وحسب الطلب.
كما اضاف ان هناك عددا بارزا من التجار الذين اتخذو من تطاوين وجهة تجارية بفضل تكاثر ثمرة "الترفاس" في صحرائها والتي تعود عليهم بايرادات مالية هامة.
من جهته، اكد رئيس المكتب المحلي لاتحاد الفلاحين بذهيبة محمد قويدر في تصريح لـ"الشروق" ان منطقتهم سجلت حركية تجارية واقتصادية كبيرة لـ"الترفاس" الذي يتواجد بكثرة كبيرة في جهتهم وساهمت هذه الثمرة في توفير مواطن شغل واصبحت مورد رزق العاطلين عن العمل.
واوضح، في هذا الصدد، ان رحلة اهالي المنطقة في البحث عن "الترفاس" تنطلق في ساعات مبكرة وتستغرق وقتا طويلا في الجبال والسهول وتنتهي عند الغروب ثم تبدأ عمليات الانتصاب والبيع التي تتواصل الى حدود منتصف الليل من كل يوم، مشيرا الى ان عمليات البيع تجاوزت الكيلوغرامات لتصل حد الاطنان.
وبخصوص فوائده ومكوناته، افادت الدكتورة والباحثة عواطف سلامة بمعهد المناطق القاحلة بمدنين انها قامت باول دراسة في تونس للتعريف بهذه الثمرة الصحراوية التي يجهلها الكثيرون، حيث تبين أن الترفاس في المرحلة الاولى من نموه يعيش في عروق انواع من النباتات عبر خيوط غير مرئية بالعين المجردة ثم يزداد نموه ويأخد حجما كرويا فيظهر في شكل يشبه البطاطا.
كما اشارت الى "ان الترفاس" هو مادة غذائية وبيولوجية هامة لما يحتويه من مكونات كالفسفور والحديد والبروتيين، اضافة الى انه غني بالماء ما يجعله من افضل الانظمة الغذائية والصحية الناجعة والمتميزة.
وفي حديثها عن منافعه الصحية، قالت الباحثة ان هناك ابحاثا اثبتت ان "الترفاس" مضاد حيوي لمقاومة البكتيريا، حيث انه يحتوي على كمية هامة من الماء الذي هو دواء لامراض "ماء العين" والرمد.
ويعرف 'الترفاس'"وهو ثمرة نبيلة لا جذور لها ولا أوراق من عائلة الفطريات وتصنف الى سبعة أنواع اهمها وابرزها الترفاس الابيض والاحمر وتتشكل عادة بالوان التربة التي تنبت فيها ويبرز في صحراء ومراعي ولاية تطاوين عادة في شتاء السنوات الممطرة جدا وخاصة عند نزول الأمطار بداية فصل الخريف ويتكاثر بصفة كبيرة انطلاقا من شهر فيفري.


ويجدر الذكر أن ولاية تطاوين عرفت سنة 1996 وفرة انتاج قياسية و تاريخية لـ"الترفاس"، حيث تم تصدير الأطنان إلى البلدان الخليجية والأوروبية.

الشروق

إقرأ أيضا 

شارك الموضوع إذا أعجبك :