close
زيارات الشّاهد في عيون السياسيين..

زيارات الشّاهد في عيون السياسيين..



زيارات الشّاهد في عيون السياسيين





كان بالإمكان أفضل ممّا كان




الصحافة اليوم/بثينة بنزايد
ماتزال زيارات الشاهد الاخيرة الى كل من ولايتي صفاقس وتطاوين ملامحها غير واضحة ليس من حيث ما اقره من اجراءات لفائدة هاتين المنطقتين ولكن على مستوى قدرته على اخماد الغضب المتصاعد لمختلف التحركات الاحتجاجية المطالبة بالتنمية والتشغيل ... والتي من بينها الـ 3500 مرابط في «الكامور» والذين يهددون بالتحول الى منطقة البرمة حيث تنتصب حضائر الشركات البترولية وتعطيل مختلف نشاطاتها ...هذه الزيارات قد تكون كالغيث الذي «يتساقط»في بعض الجهات وقد يشمل معظمها و لكن السؤال الذي لا يمكن التغاضي عنه هو هل هذا الغيث سيكون نافعا وكافيا ليقطع فعليا مع الجفاف الذي اصاب مناطق البلاد و هل سيطفئ وتيرة الغضب المتصاعد لشباب ذاق مرارة البطالة والتهميش...؟
في هذا المجال تعتبر زيارات رئيس الحكومة يوسف الشاهد حتى وان غطت مختلف المناطق التي تجتاحها التحركات الاحتجاجية خطوة يقوم بها « ليطمئن الشاهد من خلالها نفسه فقط». هذا ما وصف به النائب عن الجبهة الشعبية حسونة النابتي زيارة الشاهد خاصة لمدينة تطاوين مضيفا ان الشاهد يود ان يزيح « الملامة على عاتقه» ويؤكد لنفسه انه قام بزيارات مباشرة واجراءات لفائدة هذه المناطق اي انه فعل ما يمليه عليه واجبه فقط في حين ان هذه الاجراءات هزيلة و تكاد تكون متكررة و متشابهة في كل زيارة على غرار تكرار نفس الخطاب الحكومي و التوجهات حيث انها تتجسد في تعبيد بعض الكيلومترات من الطرقات او تجهيز مستوصف وتدشين بعض المشاريع التي لا تسمن و لا تغني عن جوع بالاضافة الى الترفيع في عدد بعض العقود المؤقتة لصالح العاطلين عن العمل ....وهي في مجملها اجراءات لن تخفف من عمق الازمة في هذه المناطق وهو تبرير واضحا ردود الفعل لبعض الشباب على اثر اللقاء الذي جمعهم برئيس الحكومة مؤخرا وهي مواقف رافضة للحلول الوقتية وغير مقتنعة بها ....و قد اعتاد التونسيون على هذه الاجراءات وبالتالي لن تكون زيارات الشاهد الا عاملا اخر في تزايد وتيرة الاحتجاجات باعتبار انها لم تنجر عنها اجراءات عميقة تنهض بالوضعية المتردية للمتساكنين و على جميع المستويات.
الاجراءات قطرة في بحر
وافاد النابتي ان الحكمة ليست في تنقل رئيس الحكومة الحالي او سابقيه الى مناطق الاحتجاجات بل كان من المفروض على الشاهد ان ياخذ اجراءات عميقة وجذرية وهو في مكتبه وهي اجراءات تتمثل خاصة بالنسبة الى تطاوين التي فيها نسبة اكثر من 32بالمائة من العاطلين عن العمل في تركيز المشاريع العملاقة على الحدود التي تستند على الطاقات البديلة ذات المردودية الكبيرة سيما وان الجنوب الصحراوي التونسي معروف علميا وعالميا بثرائه بمثل هذه الطاقات البديلة ...بالاضافة إلى تعصير الفلاحة التي هي الان تعتمد على بعض المنتوجات الرعوية في حين انه يمكن استخراج المياه الجوفية واستغلالها في فلاحة عصرية ذات منافع ايجابية للاقتصاد التونسي ككل وايضا بناء مناطق حرة تعتمد على الشراكة الاقتصادية وخلق السوق المغاربية والتي من خلالها يمكن ايقاف موجة الازمات الاقتصادية وخاصة من خلال تحقيق مبدا التنمية ومحاربة آفة التهريب والارهاب ....الاجراءات التي اتخذها الشاهد في زيارته لكل من صفاقس و تطاوين لن تحل الازمة ولن تقنع الشعب التونسي طالما ان هذه الاجراءات جزئية وتمثل قطرة في بحر متطلبات هذه الجهات على حد قوله.
رغم ما وقع تداوله من وجهات نظر وآراء في صفوف المهتمين بالشأن السياسي والعام حول زيارة رئيس الحكومة بالامس الى تطاوين والتي لم تكن ناجحة مائة بالمائة الامر الذي اثنى الشاهد عن زيارة العديد من الاماكن المبرمجة بالجهة وعاد الى العاصمة قبل ان ينتهي أوان الزيارة الا ان النائب عن جهة تطاوين بحركة النهضة اعتبر هذه الزيارة في مجملها ايجابية وان الشاهد قام بتلبية مطالب اهالي الجهة بل انها مطالب فاتت السقف المطلوب وهي مطالب واقعية وستتحقق على ارض الواقع حسب الامكانيات التي تتوفر لدى الحكومة «الا ان المتفرج فارس»...مضيفا ان ما حدث من تشنجات من قبل المتدخلين في لقائهم مع الشاهد لم يكن في مستوى النقاش حتى وغير منطقي بالمرة بل ان رفض المطالب الاجتماعية التي عرضتها الحكومة أسسه غير واضحة وهو ما يكشف الأسباب الرئيسية التي تقف وراء هذه التشنجات والرفض وهي اهداف سياسية بحتة تقف وراءها اطراف تعارض الحكومة و انجازاتها ليس لانها لا تلبي مطالب ملحة للجهات وانما لانها وجدت نفسها معزولة سياسيا وتسعى الى خلق مطالب غير منطقية وغير موضوعية لحمل الناس على الفوضى كما حدث في زيارة الشاهد لتطاوين وهو امر ستكون تبعاته سلبية على المنطقة خاصة والبلاد ككل عامة وذلك لاعتبار ان مثل هذه الفوضى والتشنجات لا توفر المناخ للتنمية بل انها تنفر المستثمر وتعطي صورة سلبية على تونس على حد قوله.
وحمّل اليحياوي المسؤولية للحكومة لما حدث من تعامل غير منطقي في هذه الزيارة و التي حسب رأيه يجب ان تاخذ موقفا واضحا من مثل هؤلاء الذين تكون تدخلاتهم ليس لايصال اصواتهم المنادية بالتشغيل او الصحة وغيرها من المطالب المشروعة وانما هم يوصلون صوت الفوضى و التحريض في منطقة حدودية وحساسة مثل تطاوين وتواجهها الكثير من مخاطر التهريب والارهاب في أن واحد والتي تتطلب كغيرها من مناطق الجمهورية مزيدا من الاستقرار على جميع المستويات وذلك لا يمكن تحقيقه الا بالتخلي عن كل ما من شانه ان يشعل فتيل الحقد والكراهية ويزرع الفتنة وعدم الثقة بين البلاد والعباد حسب تعبيره.
الوعود الانتخابية
دائما في سياق معرفة كيف يقيّم بعض السياسيين زيارات رئيس الحكومة لمنطقتي صفاقس و تطاوين وما يحدث من ردود افعال لمتساكني هذه الجهات يؤكد الطيب المدني النائب عن جهة تطاوين بحركة نداء تونس ان مايقوم به الشاهد في تنقلاته يعد امرا ايجابيا رغم سعي بعض الاطراف الى افشال وتعطيل اهداف هذه الزيارات مضيفا ان زيارة تطاوين تحققت من خلالها اخر مجموعة من الوعود الانتخابية والبداية ستكون بالعمل على مطالب جديدة و على راسها «اخراج الثكنة من وسط مدينة تطاوين» هذا بالاضافة الى ان القرارات التي صرح بها الشاهد لصالح الجهة جيدة ولا يمكن لأي طرف التشكيك في مصداقيتها سيما و انها محددة بمدة زمنية لتركيزها على ارض الواقع و قد تم تحديد الطرف الساهر على متابعتها(عماد الحمامي) اما بالنسبة للتشنجات التي حدثت في الاجتماع برئيس الحكومة فهي مدبرة من اطراف تتمثل في حراك الارادة و حركة وفاء...كما ان النقاشات التي حملت طابعا حادا و غير منطقي فهي لأطراف لا علاقة لها بمشاغل الشباب او بأزمة البطالة و القصد منها التشويش على القرارات الايجابية و احداث الفوضى وهذا ما يحتم على بقية الشباب وفي مختلف الجهات في مثل هذه المناسبات تحديد مطالبه المشروعة وايصالها للحكومة بطرق الحوار والموضوعية.
و اكد المدني ان من بين مطالب الجهة هي حقهم في مرابيح الثروات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة و هو حق دستوري لكل التونسيين وعلى ضوء التمشي في تحقيق هذا المطلب فإن هناك سعيا الى تقديم مبادرة تشريعية لتخصيص نسبة معينة من المرابيح للثروات الطبيعية اضافية للصناديق الانمائية التي تتواجد بها هذه الانشطة ...بالاضافة الى ان هناك مطلبا لبعض الاحزاب في فتح حوار وطني بخصوص الانشطة البترولية وكشف التجاوزات فيها والعمل على تنظيمها بنشر تقارير المداخيل و العقود و المرابيح فيها وفق مبدإ الشفافية والنزاهة في هذا القطاع كما يتضمن هذا الحوار الاتفاق على امكانية توسيع فتح آفاق استغلال الطاقات المتجددة والبديلة سيما منها استغلال الغاز الصخري وفق معايير تحترم مبادئ حماية البيئة وهو تمش يخلق نهضة اقتصادية واجتماعية في تونس وفق قوله.


شارك الموضوع إذا أعجبك :