خريطة تونس إحدى مظالم الإستعمار في حقّ الجنوب...بقلم الضاوي موسى
الخريطة التّونسيّة وضعها المستعمر لفصل الجنوب عن بقيّة الإيالة و تبنتها حكومة الإستقلال عن عفلة أو عمدا بدليل أنها وجدت على كتب الجغرافيا التّونسيّة إلى عهد قريب. فكيف سوّغت فرنسا لنفسها الإستيلاء العسكري على الجنوب التّونسيّ؟
يخضع الجنوب التّونسي منذ انتصاب الحماية لحكم العسكر الفرنسي في المنطقة التي يطلق عليها اسم منطقة "التّراب العسكري" التي تغطّي كامل الجنوب التّونسي عدا قابس وجربه ويشرف على إدارتها ضباط عسكريون فرنسيون يتولون تسيير مكاتب الشّؤون الأهلية (1) الثّلاثة وهي مطماطه وقبلي و مدنين وتنقسم هذه الأخيرة لثلاث دوائر وهي جرجيس وبنقردان وتطاوين وقد وقع فرض النّظام العسكريّ على هذه المناطق بسبب صعوبة السّيطرة عليها و لوقوعها على حدود دولتين جارتين هما ليبيا والجزائر في حين كانت بقيّة البلاد مقسّمة إلى مراقبات مدنيّة يشرف على تسييرها موظفون مدنيّون. و بهذا الإجراء اُعتبر سكان التّراب العسكريّ مجنّدين خاضعين للسّلطة العسكريّة الفرنسيّة، فقد "أعطى قانون 1882 المتمّم بأمر 26 ماي 1935 صلوحيات لقائد المنطقة العسكريّة منها حقّه في منع الأشخاص من الدّخول إلى هذه المنطقة و المرور عبرها بدعوى "تشويش الأمن العام" و هو ما احتجّ عليه التّونسيّون في الإبّان..." (2) ثمّ إنّ فرنسا "تمسكت بإدارة المناطق التّرابية في الجنوب بتعلة انها لم تكن تحت نفوذ البايات قبل الاحتلال الفرنسي و أنّ الفضل في إعادة السّلم إليها يعود إلى الحضور الفرنسيّ و لذلك لا بدّ من إبقائها تحت مراقبة الجيش والبوليس الفرنسيين" (3)
و قد ارتفعت أصوات البعض من أهل الجنوب منذ حكم الباي منادين برفع القيود عن التراب العسكريّ و لكنّ التّراب مازال عسكريّا و لا يسمح بدخوله إلا بترخيص خاص من الجيش الى يوم النّاس هذا.
الضاوي موسى
يخضع الجنوب التّونسي منذ انتصاب الحماية لحكم العسكر الفرنسي في المنطقة التي يطلق عليها اسم منطقة "التّراب العسكري" التي تغطّي كامل الجنوب التّونسي عدا قابس وجربه ويشرف على إدارتها ضباط عسكريون فرنسيون يتولون تسيير مكاتب الشّؤون الأهلية (1) الثّلاثة وهي مطماطه وقبلي و مدنين وتنقسم هذه الأخيرة لثلاث دوائر وهي جرجيس وبنقردان وتطاوين وقد وقع فرض النّظام العسكريّ على هذه المناطق بسبب صعوبة السّيطرة عليها و لوقوعها على حدود دولتين جارتين هما ليبيا والجزائر في حين كانت بقيّة البلاد مقسّمة إلى مراقبات مدنيّة يشرف على تسييرها موظفون مدنيّون. و بهذا الإجراء اُعتبر سكان التّراب العسكريّ مجنّدين خاضعين للسّلطة العسكريّة الفرنسيّة، فقد "أعطى قانون 1882 المتمّم بأمر 26 ماي 1935 صلوحيات لقائد المنطقة العسكريّة منها حقّه في منع الأشخاص من الدّخول إلى هذه المنطقة و المرور عبرها بدعوى "تشويش الأمن العام" و هو ما احتجّ عليه التّونسيّون في الإبّان..." (2) ثمّ إنّ فرنسا "تمسكت بإدارة المناطق التّرابية في الجنوب بتعلة انها لم تكن تحت نفوذ البايات قبل الاحتلال الفرنسي و أنّ الفضل في إعادة السّلم إليها يعود إلى الحضور الفرنسيّ و لذلك لا بدّ من إبقائها تحت مراقبة الجيش والبوليس الفرنسيين" (3)
و قد ارتفعت أصوات البعض من أهل الجنوب منذ حكم الباي منادين برفع القيود عن التراب العسكريّ و لكنّ التّراب مازال عسكريّا و لا يسمح بدخوله إلا بترخيص خاص من الجيش الى يوم النّاس هذا.
الضاوي موسى
------------------------
1- يسمّونها مكاتب الأمور الأهليّة.
2- الكرّاي (القسنطيني) التّراب العسكري و المواجهة السّياسيّة مع الإستعمار. في "أعمال النّدوة الدّوليّة الثّانية عشرة حول الجنوب التّونسيّ من الإحتلال إلى الإستقلال 1881-1956.ص 306. منشورات المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنيّة. منوبة. تونس.
3- Boyer de la tour ,op.cit p 113في: الحركة اليوسفية في تونس 1955/1956 عروسية التّركي ص 189
1- يسمّونها مكاتب الأمور الأهليّة.
2- الكرّاي (القسنطيني) التّراب العسكري و المواجهة السّياسيّة مع الإستعمار. في "أعمال النّدوة الدّوليّة الثّانية عشرة حول الجنوب التّونسيّ من الإحتلال إلى الإستقلال 1881-1956.ص 306. منشورات المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنيّة. منوبة. تونس.
3- Boyer de la tour ,op.cit p 113في: الحركة اليوسفية في تونس 1955/1956 عروسية التّركي ص 189