close
تطاوين-تونس | رمل السيليكا ثروة مهملة .. و ذهب مهدور

تطاوين-تونس | رمل السيليكا ثروة مهملة .. و ذهب مهدور

 رمل السيليكا ثروة مهملة .. و ذهب مهدور



ثروة طبيعية لا تقل قيمة عن باقي الثروات التي يمكن استخراجها من الرمال وهي السيليكا أو الرمل السيليسي (رمال الكوارتز)، التي تقفز قيمتها المادية بعد عملية تحويلها من مادة خام رخيصة الثمن إلى مستوى بعض الثروات الطبيعية كالفوسفات!

رمل السيليكا يستعمل في العديد من المجالات الصناعية والتقنية والطبية. ففي مجال الإلكترونيات تصنع اللاقطات الشمسية (الخلايا الفوطوضوئية) والترانزستورات والألياف البصرية وغيرها من الأجهزة والمواد الصناعية التي ترتكز عليها التكنولوجيات المتقدمة من مادة السيليكون المستخلصة من رمل السيليكا.
ويوضح باحثون أن رمال السيليكا أو رمال الكوارتز هي صخور رملية بيضاء نقية تحتوي على نسبة عالية من السيليكا وهو ثاني أوكسيد السيليكون (SiO2)، إضافة إلى كمية قليلة من الشوائب والمعادن الثقيلة.
حيث أكد الخبير الدولي عادل الهنتاتي وذلك ضمن فعاليات المنتدى البيئي الخامس أن  قيمة هذا الرمل تزداد كلما انخفضت نسبة الشوائب التي يحتوي عليها و هو حال منطقة الدويرات من ولاية تطاوين (جنوب تونس) التي تمتلك الحظ الأوفر في هذه النسبة.
كما تستعمل كويرات السيليكا المجوفة التي يتراوح قطرها بين 360 و680 ميكرومترا في تنقية المياه الملوثة وتحفيز التفاعلات الكيميائية ويضاف للبوليمرات ليعطيها خصائص جديدة. وتعتبر السيليكا المجوفة التي يتم إعدادها صناعيا إحدى المواد الرئيسية المستعملة في صناعة النفط وذلك بضخها مع الماء لتصديع الطبقات الأرضية لاستخراج النفط والغاز. وفي المجال الطبي تستعمل السيليكا المجوفة في تقنية لحمل الأدوية داخل الجسم. إضافة إلى استعمالات أخرى.
"تثمين هذه الثروة الصناعية يمكن أن يكون إحدى ركائز قفزة صناعية في مجال الطاقات المتجددة للدول العربية في المستقبل"
كلما زادت نسبة نقاوة رمل السيليكا زادت قيمته المادية وإن عمليات التنقية لا تكلف كثيرا ويمكن الوصول إلى نسبة نقاوة 98.5% بوسائل تقنية بسيطة ومتوفرة وهو ما يرفع من السعر العالمي لمتوسط الطن الواحد من الرمل من 7.7 دولارات بالنسبة لرمل السيليكا الخام إلى حوالي ستة أضعاف ليبلغ 56 دولارا للطن مقابل 90 دولارا هي ثمن الطن من الفوسفات. وتقفز أسعار السيليكا المجوفة التي يتم إعدادها صناعيا ليبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد مئات الدولارات.
 إن استغلال هذه الثروة ما زال في مستوى متدن مقارنة ببعض الدول الأخرى التي لا تتوفر فيها رمال السيليكا كما تتوفر في الوطن العربي كالولايات المتحدة التي تفوق إيراداتها من هذه المادة إيرادات قطاع الفوسفات رغم أنها الأولى عالميا في هذا المجال. وتعتبر مصر والسعودية أهم الدول العربية التي أقامت صناعة لتثمين رمل السيليكا وتصديره في حين بدأت الأردن والجزائر السير في هذا الاتجاه و في إنتظار تونس التي تملك إحتياطيا ضخما من هذه الرمال التي تستعمل في قطاع البناء و تباع ببضع السنتيمات و هو مايعتبر هدرا صارخا لها, حيث أكدت وزيرة الطاقة و المناجم في حوار مع إحدى وسائل الإعلام أن رمل السيليكا و الجبس من أهم ثرواتنا الطبيعية المهدورة أن إستعمالها في البناء هو بمثابة إتلاف للذهب...
و يؤكد باحثون إلى أن تثمين هذه الثروة يمكن أن يكون إحدى ركائز قفزة صناعية في مجال الطاقات المتجددة للدول العربية في المستقبل إذا ما ربطناها بثروتين طبيعيتين مهملتين إلى حد ما هما الطاقة الشمسية ومادة الليثيوم التي يمكن استخراجها من السباخ. فمن السيليكا يمكن صناعة الألواح الشمسية ومن الليثيوم تصنع بطاريات تخزين الطاقة.

شارك الموضوع إذا أعجبك :