تطاوين | إنتهت ملحمة الكامور و هذا ما سيعلن عنه المعتصمون اليوم
مرابطون :
ستعلن اليوم الخميس تنسيقية المعتصمين بالكامور عن موافقتها على القرارات المعلنة أخيرا و التي قد شرعت السلطات بتنفيذها حيث سيتم توقيع إتفاق يقضي بتنفيذ مطالب شباب محافظة تطاوين، بعد تدخل الاتحاد العام التونسي للشغل.
ودخل على خط الوساطة، يوم الإثنين الفارط، الأمين العام للمنظمة النقابية، نور الدين الطبوبي، لتقريب وجهات النظر، حيث فضّل الاتصال بشباب الكامور المحتجين، واستمع إلى مطالبهم، التي تم تدوينها في وثيقة لعرضها على حكومة يوسف الشاهد.
وحمل الطبوبي، بحسب ما أعلنه الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل في محافظة تطاوين التونسية، بشير السعيدي، خلال ندوة صحافية، حزمة من المطالب تتمثل في تأمين فرص عمل لـ1500 شخص فورًا في شركات البترول بتطاوين، وانتداب 3000 آخرين في شركة البستنة، ورصد 100 مليون دينار، أي ما يناهز 41.5 مليون دولار، لصالح صندوق تنمية المحافظة.
و بهذا ينتهي حلم درامي عاشه جميع التونسيين شيبا و شبابا و هو تأميم الثروات و إنهاء عقود الذل مع المستعمر, و من أسباب القبول بالقرارات التي لا ترتقي لتنصف حراكهم النضالي, يقول أحد المعتصمين بالكامور:
جميعنا عقد العزم على أن يكون إعتصام الكامور بداية النهاية لجذور المستعمر التي تمتص ثرواتنا, حلمنا تأميم هذه الخيرات, و كان الهدف من عدم قبولنا بالمقترحات السابقة هو إنتظار باقي ولايات الجمهورية للإلتحاق بركب الإحتجاجات و المضي قدما نحو ''كامور'' في كل ولاية, كنا نتمنى لو تحركت جرجيس و بنقردان على نهب الملح كنا ننتظر الدعم في كل لحظة من مناطق أخرى, كنا نظن أن كل تونس ستنتفض لأجل قضية وطنية...لكنهم ينتظرون من تطاوين أن تقف لقضية عجز عنها أجيال من قبل, لذلك نحن اليوم سنقبل بالمقترحات و نرجع إلى ديارنا قبل عيد الفطر و العهد بيننا هو تنفيت كل القرارات, نثق بمنظمة حشاد "إتحاد الشغل" و هو الضامن لتنفيذ كل القرارات التي وعدتنا بها الحكومة.
بعد أكثر من ثلاثة أشهر بأيامهم و لياليهم, من وسط المدينة مرورا بكل الأرياف و صولا للكامور و إلى "الفانا'' المضخة, قدمنا شهيدا و لن نخذله أبدا, أخونا أنور رحمه الله هو ضحية تقصير و سوء تقدير من الساسة و ظلم صارخ من القتلة, قدمنا جرحى كثر منهم من لا يزال في المستشفى.
لن ننسى جميلا قدم لنا و سنرده إن شاء الله, كل من ساندنا, كل من مد لنا يد العون, كل من كتب كلمة واحدة رفع بها معنوياتنا نحن مدينون له بذلك, هنالك من دفع الكثير من ماله و وقته لينجح الحراك و قد نجح إلى حد كبير, لن ننسى أبنائنا من فرنسا و من خارج أقطار الوطن لم نرى منهم تقصيرا أبدا, صاحب صهريج الماء مهما كان إنتمائه شكرا لك فقد ساندتنا بما لا نملك.
رعات غنم كرماء أهدو لنا ما لم نتوقعه أبدا, تجار و أصحاب محلات صغيرة لن ننسى جودكم علينا, أهالي دوز و قبلي لقد وفيتم في حق جاركم و لكم منا السلام و سنرد الجميل, كل أهالي تطاوين بلا إستثناء, هنيئا فقد كنتم عند حسن ظن الجميع و أربكتم عدوكم, مواقع و قنوات ساندتنا حين خذلنا إعلام العار, شكرا لكم.
أما اليوم ''للصبر حدود'' نحن نعتصم في الصحراء القاسية, الحرارة بلغت ال46 مائوية و سرعة الرياح لا توصف حيث إجتاحتنا عاصفة رملية تطايرت خلالها كل الخيام و تبعثر كل شيئ في ليلة سميناها "ليلة الصمود", في الحقيقة لا أحد يعلم معانات المعتصمين هنا, خاصة في شهر الصيام.
القضية قضية وطن و نحن على أهبة الإستعداد لنكون في الصف الأول للمطالبة لكن ليس لوحدنا و على كل الولايات التحرك بجدية و إتخاذ الكامور أنموذجا.
