close
هل سيفوح عبير الياسمين في تونس بسبب البطالة و بنكهة الصحراء ؟

هل سيفوح عبير الياسمين في تونس بسبب البطالة و بنكهة الصحراء ؟

هل سيفوح عبير الياسمين في تونس بسبب البطالة و بنكهة الصحراء؟



مرابطون :
بقلم : أحمد جدوع
على مدار30 يوماً مازالت المظاهرات تشعل ولاية تطاوين جنوب شرقي تونس بسبب البطالة، وفشل كافة الوعود الحكومية في احتواء غضب الشباب الذي أشعل رماد ثورة الياسمين التي اندلعت قبل 6سنوات وأطاحت بنظام زين العابدين بن علي لنفس السبب.

ويطالب المحتجون الحكومة التونسية بالتوظيف داخل حقول النفط، ورصد 20% من عائدات الطاقة لصالح تطاوين، إضافة إلى تشغيل فرد من كل عائلة، وإنشاء فروع للشركات الأجنبية داخل المحافظة.

  • استجابة حكومية

وفي 15 من الشهر الماضي، تعهّدت الحكومة التونسية بالاستجابة لكل مطالب أهالي تطاوين، وجاء ذلك على لسان وزير التكوين المهني والتشغيل عماد الحمامي، إثر اجتماعه مع المحتجين في تطاوين.

وتبعد تطاوين، عن تونس العاصمة بنحو 500 كيلومتر في الجنوب الشرقي من البلاد، وتشهد مظاهرات متواصلة منذ أسابيع احتجاجًا على تفشي البطالة ومزاعم التهميش من قبل المركز بعد ست سنوات من نشوب الاحتجاجات التونسية التي أججت مظالم مماثلة.
وقد زار رئيس الوزراء، يوسف الشاهد، القاعة التي تنظم فيها الاحتجاجات في المدينة، لكن سرعان ما غادر المكان بعد صيحات الاستهجان التي قابله بها المتظاهرون.
ورافق الشاهد في زيارته لتطاوين عدة وزراء حيث أقيمت متاريس خلال الاحتجاجات، وتعرضت واجهات البنوك والمحلات التجارية إلى التكسير كما امتلأت شوارع المدينة بالإطارات المحروقة.
وتقول الحكومة التونسية إنها تعمل جاهدة منذ الإطاحة بالرئيس السابق إلى الوفاء بمطالب المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد التي يعمها فقر أكبر وبطالة.
  • تهميش حكومي

وأعلن الشاهد والوفد المرافق له عزم الحكومة توفير فرص عمل وتحقيق تنمية في المنطقة التي يقول سكانها إنها تعاني من التهميش.
بدوره، قال الدكتور رياض الشعيبي أمين عام حزب البناء الوطني التونسي: إن المطالب التي يرفعها الأهالي في تطاوين هى مطالب كل الجهات المهمشة، فمن غير المعقول أن تعيدنا الحكومة لسياسة التهميش القديمة وتمكين لوبيات الفساد الاقتصادي من مكامن الثروة الوطنية.
وأضاف في تصريحات لـ”مصر العربية” أن اليوم يتأجج الحراك الاجتماعي في تطاوين من أجل التنمية العادلة والشفافية والتشغيل، لكن كل جهة في تونس معنية بهذا الحراك، لذلك لا نستغرب أن تعم موجة الاحتجاجات الاجتماعية مختلف مناطق البلاد خلال الأشهر القادمة.
  • استكمال للثورة

وأوضح أنه لا حل أمام الحكومة سوى الإنصات لمطالب المواطنين وإعادة وضع خياراتها التنموية في استجابة لهذه المطالب، كما لا أتمنى أن تقع الحكومة في خطيئة المعالجة الأمنية لهذه التحركات لأنها حينها لن يبقى أمامها سوى عدّ أيامها الأخيرة .
وأشار إلى أن ما يحدث الآن في تونس هو استكمال لمسار ثورة اجتماعية لم تكتف بإعادة توزيع السلطة داخل النخبة السياسية بل تطالب بإعادة توزيع الثروة على أساس التنمية العادلة والمتوازنة والشغل الكريم.
  • احتجاجات مشروعة

فيما قال المتحدث الرسمي باسم حملة التشغيل استحقاق على مبارك، إن احتجاجات المواطنين في تطاوين مشروعة، لافتاً أن الحل الأمني لن يجدي نفعا وعلى الحكومة الإنصات إلى مطالب المتظاهرين قبل أن يدركها الطوفان.
وأضاف في تصريحات لـ”مصر العربية” أنه على غير العادة منذ الثورة إلى اليوم لم تكن الاحتجاجات تحت غطاء حزبي أو عمل نقابي وهي نقطة تحول مهمة ومفصلية في ظل انعدام الثقة بين المحتجين والأحزاب السياسية والمنظمات النقابية.
أما فيما يخص مطالب المتظاهرين أكد مبارك أنه لابد من مساندتها ودعمها خاصة إذا علمنا أن تطاوين تعبر الولاية الأولى في إنتاج النفط حيث تتمركز بها أكثر من 60 شركة أجنبية وتتواجد بها أكبر الآبار النفطية ومن المضحكات المبكيات أن تطاوين الأولى في نسبة البطالة بمعدل 32% وذلك وفق إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء.
  • وعود الحكومة زائفة

ونبه مبارك بضرورة عدم خروج الاحتجاجات عن السلمية وفي إطار الوحدة الوطنية وهو ما أكده القائمين على الاعتصام، فالجميع يعمل ويحتج تحت الراية الوطنية، غير أن الحكومة أخذت من سياسة العصا والجزرة منطلقا لها حيث تارة تعطي الوعود والتي نعتبرها زائفة وبعيدة كل البعد عن المطالب المشروعة التي نادى بها المحتجون.
ولفت إلى أن تلويح الحكومة باستخدام القوة وذلك باللجوء إلى الحلول الأمنية يدفعنا  إلى نقطة ألا عودة وإعلان نهاية فترة الشاهد لذلك نحذر هذه الحكومة من اللجوء إلى مثل هذه الحلول .
وأدان مبارك التعاطي الإعلامي من هذه الاحتجاجات وما شابها من تعتيم إعلامي في مرحلة أولى ثم محاولة تشويه في مرحلة ثانية من خلال وصفه بالدوعشة واللا وطنية وهو ما يهدد السلم الاجتماعي ويبدو أن الإعلام التونسي لم يستوعب الدرس من ما حدث في ثورة 2011.
وأكد أن تونس دخلت مرحلة جديدة مع جيل جديد واع بقضاياه الوطنية مدركا بما له وما عليه وسيكون له مايريد رغم صعوبة المعركة فهو في صراع مع الداخل من عملاء (موالين لفرنسا) ومع الخارج وذلك من أجل السيادة الوطنية والحق في العيش الكريم وهو ما يمثل الاستقلال الحقيقي لنا كما نأمل أن لا يكون الثمن باهضا لذلك فالمسألة مسألة مصير وطن لذلك ستكون المعركة معركة حياة أو موت ولو تأجلت إلى حين.
المصدر : مصر العربية

شارك الموضوع إذا أعجبك :