ملحمة الكامور درس في الوطنيّة وعنوان للنّضال السلميّ

- شهدت أرض الجنوب منذ بداية احتلال البلاد ملاحم سجّلها التّاريخ بمداد من دم الشّهداء الأبرار من 1914 إلى 1956 في زمن كان فيه العدوّ واحدا و الهدف واحدا، لم يبخل جنوبنا العزيز كغيره من جهات البلاد بالنّفس و النّفيس و أشهد كلّ شبر من هذه الأرض على صلابة عود رجاله و قوّة عزيمتهم و كرم نفوسهم، و يواصل شبابنا اليوم حمل المشعل مع اختلاف في الوسائل و الطّرق في توافق مع ظروف الحياة التي حوّلت الرّسالة النّضاليّة من يدي الأجداد الذين رفعوا السّلاح في وجه المستعمر العدوّ إلى أبنائهم و أحفادهم الذين رفعوا أقلامهم و ضحّوا بأوقاتهم و راحتهم و صحّتهم في وجه الظلم و الحيف، رفعوه في وجه أصحاب النّفوذ الذين هم منّا و نبّهوهم إلى أنّهم غفلوا عنهم كثيرا و نسوهم كثيرا و أهملوهم كثيرا.
- ملحمة الكامور اليوم تحقّق النّصر و ما تواصلها إلا دليل قاطع على ذلك. هو النّصر على المشكّكين في صدق نوايانا و مشروعيّة مطالبنا.
- ملحمة الكامور اليوم تربك أصحاب الكراسي و تقضّ مضجعهم و تزعزع عرشهم حتّى أنّهم أخذوا يضربون خبط عشواء فتوالت الإقالات من ولاية تطاوين إلى وزراء اغتنمت الفرصة للتّخلّص منهم عسى أن تصرف بذلك النّظر عن الكامور ... و لكنّ الكامور متواصل و مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة. شبابنا عقد العزم على الوصول إلى نهاية الطّريق ولو بعد ألف ميل.
- نحن جميعا يدا واحدة مع شبابنا كلّ بحسب طاقته نناضل من أجل الكرامة و نحمي أرض تونسنا الحبيبة و نحافظ على ممتلكاتنا و أنفسنا و أعراضنا.
- اذا كان البعض من شبابنا قد رفعوا في سورة من الغضب ما يفيد انفصالنا عن المركز فهو من باب التبرّم بالواقع المرير و لا يعدو أن يكون تعبيرا مجازيّا استغلّه بعض أصحاب النّفوس المريضة من مرتزقة الفيسبوك لإتهامنا بالدّعوة للإنفصال كما لفّقوا لحملة القلم منّا أبشع التّهم حتّى بلغ بعضها حدّ ما يشبه استعمال الأسلحة المحظورة .
- شبابنا ماض في اعتصامه السّلمي الحضاريّ رغم المعاناة و أهل تطاوين ماضون في دعمه بلا حدود ورجالنا خارج حدود الوطن يشدّون أزر شبابنا دعما بالمال و الولد. يتواصل اعتصامنا في الكامور و يتواصل الحوار مع الوزراء الذين أقاموا بيننا كلّنا أبناء تونس ليس هناك فرق بين وزير أو فقير يلتقي الجميع حول مائدة التّفاوض و التّشاور في كنف الإحترام و لعلّ الفرق الوحيد بين هذا و ذاك أن الوزير يقضي ليلته في غرفة مكيّفة على أسرّة وثيرة و يأكل طعاما يخرج من الأفران الأنيقة الكهربائيّة يقدّم له على مائدة فاخرة بينما قضّى الذي يحاوره من شبابنا ليلته يفترش الحصر و يأكل رغيفا من خبز أمّه طيّبته على نار هادئة من حطب أرض الكامور المعطّر بمسك الغِزْدِير و الكُشْريد.
- لن تعقدوا ألسنتنا و لن تكسّروا أقلامنا و الفرج آت بإذن الله و تونس فوق الجميع .