close
التظاهرات و الاحتجاجات مازالت تشعل شوارع " تطاوين " التونسية

التظاهرات و الاحتجاجات مازالت تشعل شوارع " تطاوين " التونسية

التظاهرات و الاحتجاجات مازالت تشعل شوارع " تطاوين " التونسية


ايوان ليبيا - وكالات:
لليوم الـ30 على التوالي تتواصل الاحتجاجات في محافظة تطاوين التونسية، ضد سياسات التهميش الاقتصادي والاجتماعي، ولمطالبة الحكومة باتباع سياسيات تنموية شاملة ومتوازنة  مع ولايات الساحل الشرقي للبلاد.
 تُعدّ احتجاجات ولاية تطاوين الغنية بالثروات الطبيعية فصلًا جديدًا في مسار احتجاجي طويل، تصاعد زخمه وزادت حدته أَثْنَاءَ سنة 2017، بموجبها تمدّدت الاحتجاجات زمنيًا وجغرافيًا في عموم الولايات التونسية.
تقع ولاية تطاوين جنوب شرقي تونس، على بعد 531 كلم عن العاصمة تونس، تحدها قبلي، وقابس، ومدنين من جهة الشمال، بينما تحدها ليبيا من جهة الغرب و الجزائر شرقا.
 تهميش متعمد 
رغم أن تطاوين تزخر بالثروات الطبيعية، إلا أنها عانت الفقر والتهميش أَثْنَاءَ الحقبة التي أعقبت استقلال البلاد، مما جعل سكانها يدخلون في مواجهة مباشرة مع النظام الحاكم للمطالبة بحقوقهم.
ويشتكي الأهالي مما يعدّونها مفارقة صارخة، لا مبرر لها, فمنطقتهم تحتوي على ثروات نفطية لكنها من المناطق المهمشة، بينما ترتفع البطالة فيها لتبلغ أعلى معدلاتها بنسبة تتجاوز 36%.
 
ويطالب المحتجون هناك بالتوظيف داخل حقول النفط في المنطقة، ورصد 20% من عائدات الطاقة لصالح تطاوين، إضافة إلى تخصيص نسبة 70% من الوظائف بالشركات البترولية لسكان المدينة، وإنشاء فروع للشركات الأجنبية داخل المحافظة.
 
احتجاجات حادة 
حدة الاحتجاجات و إعتصام المحتجين في الصحراء و تهديدهم بوقف الإنتاج دفعت رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد لزيارة محافظة تطاوين برفقة وفد وزاري، قبل أكثر من أسبوعين، لكن الزيارة قوبلت برفض من المحتجين الذين طالبوه بالرحيل ما دفعه لمغادرة تطاوين.
وتعاني تونس الصغيرة جغرافيا وضعًا اقتصاديًا صعبًا، وتسعى حكومة الشاهد إلى تحقيق نمو بنسبة 2.5% أَثْنَاءَ العام الجاري، وَمِنْ هُنَا فَقَدْ وَافَقَ صندوق النقد الدولي، منتصف الشهر الْمُنْصَرِمِ، على الإفراج عن قسط ثانٍ لتونس قيمته 350 مليون دولار من قرض بقيمة 2.8 مليار دولار.
 ويشترط الصندوق أن تجري الحكومة التونسية إصلاحات اقتصادية جذرية، منها خفض الإنفاق على الأجور وتوجيهه نحو الاستثمار.
 توقف الانتاج
الاحتجاجات والاعتصامات أدّت في تطاوين إلى توقف الإنتاج في بعض حقول النفط والغاز أو إغلاقها، مما جعل الرئيس الباجي قايد السبسي يعلن في خطاب له يوم 10 أيَّارُ 2017 تكليف الجيش بحماية موارد الإنتاج.
ويبدو أن الاحتجاجات ليست مستمرة فقط في تطاوين وإنما تمددت ووصلت لعدة مناطق أخرى، حتى أنها وصلت بلدة طبرية القريبة من العاصمة التونسية وأقدم أحد المحتجين ويعمل بائعا متجولا بإشعال النار في نفسه احتجاجًا على ممارسات الشرطة بحقه.
  تنمية فاشلة
بدورها تَحَدَّثْتَ بُدورُهَا المحللة السياسية التونسية جميلة الشملالي إن احتجاجات تطاوين مختلفة عن سابقاتها من الاحتجاجات، إذ تعودت البلاد التونسية على أن الوسط الغربي والجنوب الغربي هي مناطق الاحتجاج التقليدية، على عكس ما حدث بتطاوين الواقعة شرقي تونس.
 وأضافت في تصريحات صحفية ، أن الزمن أيضًا اختلف في تلك الاحتجاجات، فالزمن التقليدي للحراك الاحتجاجي هو كَانُونُ الْأَوَّلِ ويناير، لكن الاحتجاجات في تطاوين تؤكد من ناحية أخرى عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن خيارات تنموية فاشلة.
وأوضحت أن دولة الاستقلال أسقطت هذه المنطقة ومناطق أخرى من حساباتها و خياراتها التنموية لتبقى تطاوين مرتهنة في حركيتها الاقتصادية والاجتماعية للهجرة إلى ليبيا أو فرنسا، إضافة إلى التجارة البينية المهيكلة و غير المهيكلة مع ليبيا.
 
المشهد الليبي فجر الأزمة
وأَبَانَتْ بِدَوْرِهَا إلى أنه بعد تفجر الوضع الليبي وتقلص فرص الهجرة إلى فرنسا طفت على السطح الصورة الحقيقية للوضع في تطاوين والتي تشهد أعلى نسبة بطالة في البلاد و تهميش كبير للمنطقة الأمر الذي أطال من عمر الاحتجاجات.
 واستطردت: آن الأوان لتهتم الدولة بأبنائها وتنهي حالة التنصل من المسؤولية التي مارستها منذ الاستقلال، لكن يبدو أنّ القائمين على الدولة لم ينتبهوا بعد إلى جدية التحركات هم يعولون على تمييعها وتراجعها خاصة مع اقتراب شهر رمضان وتصاعد درجات الحرارة في منطقة صحراوية قاسية.

وأكدت أن هذا الموقف من السلطة دليل على عدم وعيها بأمرين اثنين: أولاً التداعيات الاقتصادية الخطيرة للوضع الليبي على المناطق الحدودية، ثانياً طبيعة مواطني هذه المنطقة المتميزة بالإصرار والصبر والقدرة على المقاومة، لذلك فمن الأولى على القائمين على الدولة إيلاء هذه الاحتجاجات ما تستحقه من تعاط جدي وتفادي خطابات الاستفزاز و التحقير أو التخوين أو التجريم.
 عجز حكومي 
فيما تَحَدُّثُ بِدَوْرَةِ الناشط الحقوقي التونسي علي المبارك، إن الشباب في تونس بصفة عامة وفي تطاوين بصفة خاصة بلغ حدًا كبيرًا من الوعي بالقضايا الوطنية الحارقة كملف نهب الثروات الوطنية وملف التشغيل الذي جعل هذا الشباب ينتفض وأصبح لا يصدق الوعود الزائفة من جل الطبقة السياسية سواء مِنْ خِلَالَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَتْ حاكمة أو معارضة وبالتالي أخذ بزمام الأمور هذا من جانب.
وأضاف في تصريحات صحفية أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في إيصال صوت المحتجين للرأى العام دون أن ننسى هدايا الثورة كالحرية وانكسار حاجز الخوف.
 وبَيْنَ أن هناك عوامل جعلت من احتجاجات تطاوين تستمر وتصمد في وجه الحكومة وتتواصل لأكثر من شهر وهي إعادة هيكلة بعض مؤسسات الدولة كالمؤسسة الأمنية ومن نتائج ذلك جاء قرار نقابة الحرس الوطني حيث أَبَتْ التدخل وفك اعتصام الكامور  (تطاوين ) بالقوة أضف إلى ذلك دور الجيش الوطني الريادي والتصاقه بأبناء الشعب.
  وتوقع مبارك استمرار الاحتجاجات وهذا ليس استثناء لأهل تطاوين بل يخص كل شباب تونس عَلِيِّ الرَّغْم مِنْ التهديد والوعيد من قبل رئيس الجمهورية الذي إن دل على شيء يدل على عجز هذه الحكومة عن حلحلت المشاكل الاجتماعيه.
المصدر : ايوان ليبيا

شارك الموضوع إذا أعجبك :