فجأة وبدون سابق إنذار وكما عادة التونسيين لا حديث هذه الأيام الا عن انهيار قيمة الدينار وإمكانية تعويم العملة التونسية و قد سألني كثير من الأصدقاء بمزيد الحيرة والاحتيال عن معنى تعويم الدينار وماذا يقصد بهذا المصطلح الغريب الذي لم يفهموه و لم يتعودوا سماعه في الاعلام يتبع
وتسهيلا للفهم وتقريبا للاذهان فانني سأحاول في السطور المقبلة تبسيط هذا المصطلح للعموم ورفع بعض اللبس المرتبط بالتعويم والدينار وسعر صرف العملات الأجنبية يتبع
ان البنك المركزي حاليا يتدخل في سوق الصرف بين البنوك ويضخ سيولة نقدية بالعملة الاجنبية حتى يحافظ على توازن السوق وحتى لا يحدث انخفاضات أو ارتفاعات كبيرة في اسعار الصرف بين البنوك اذ ان البنك المركزي مؤسسة توازن ورقابة يقوم بامتصاص الكميات الزائدة من العملات في سوق الصرف و يضخ كميات أخرى في صورة احتياج السوق لذلك
ان التعويم الذي طلبه صندوق النقد الدولي من تونس هو امتناع البنك المركزي عن التدخل في سوق الصرف وترك قاعدة العرض والطلب بين المتعاملين هي التي تحكم السوق
وذلك حتى تصبح قيمة الدينار مقارنة بالعملات الأخرى تعكس حقيقة وضع الدينار التونسي وكذلك وضع الاقتصاد التونسي ككل يتبع
ان التعويم هو ترك المتعاملين بالعملة الأجنبية يحددون قيمة الدينار في التبادلات دون تدخل من الدولة اي من البنك المركزي وهذا سيمكن من شيئين قد نختلف عن تداعياتها وهما :
اولا : ستصبح العملة الصعبة المتداولة في الاقتصاد الموازي جزء لا يتجزأ من السيولة بالعملة الصعبة وهذا يمثل اعتراف صريح بالاقتصاد الموازي والعملات الاجنبية التي يتم تداولها خارج السوق
يتبع
ثانيا : ان التعويم سيؤدي حتما لانخفاض سعر الدينار مقابل العملات الأجنبية كما حدث في مصر وقد يتحول سعر صرف الدينار مقابل الدولار الى ثلاثة أو أربعة أضعاف
ثالثا : تستفيد الشركات المصدرة من تعويم الدينار في حين أن تعويم الدينار يضر بالشركات الكوردية باعتبار انخفاض العملة الصعبة عند التوريد وارتفاعه تم التصدير ( مثلا المصدرة بالدولار يستفيدون من البيع بالدولار في حين أن الموردون يتحكمون نور ارتفاع الدولار) يتبع
رابعا : من المساءل المثيرة للجدل في مسألة تعويم الدينار هو دخول السوق السوداء للسوق الرسمية وتصبح اموالها معترف بها ويصعب وقتها محاصرة الأموال التي تم تبييضها